بمشاركة قادة العالم.. "قمة نيويورك" تدفع نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية
بمشاركة قادة العالم.. "قمة نيويورك" تدفع نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية
تعتزم فرنسا والسعودية عقد قمة رفيعة المستوى في نيويورك، اليوم الاثنين، بمشاركة عشرات من زعماء العالم لحشد التأييد لحل الدولتين.
ويتوقع أن يعلن عدد من الدول اعترافه الرسمي بدولة فلسطينية، في خطوة اعتبرها مراقبون تطورًا مفصليًا في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويخشى أن تثير هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من إسرائيل والولايات المتحدة اللتين أعلنتا مقاطعتهما للقمة.
المقاطعة الإسرائيلية والأمريكية
وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، القمة بأنها "سيرك"، مؤكدًا أن بلاده والولايات المتحدة لن تحضراها.
وزعم دانون أن الاعتراف بدولة فلسطينية يكافئ "الإرهاب"، على حد تعبيره.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن حكومتهم تدرس الرد عبر خطوات أحادية تشمل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى إجراءات عقابية ضد باريس.
كما حذرت الإدارة الأمريكية الدول المشاركة، وفي مقدمتها فرنسا، من "عواقب" هذا التحرك.
سياق التصعيد الميداني
تأتي هذه القمة قبل أيام من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ ما يقارب العامين.
وكانت إسرائيل قد بدأت هجومًا بريًا واسعًا على مدينة غزة مؤخرًا، وسط انهيار فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار.
ويتصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، الأمر الذي يعزز الشعور الدولي بضرورة التحرك قبل أن تختفي نهائيًا إمكانية تطبيق حل الدولتين.
قرارات أممية وضغوط
وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر على إعلان من سبع صفحات يتضمن "خطوات ملموسة ومحددة المدة" نحو حل الدولتين، لكنه تضمن أيضًا إدانة حركة حماس ومطالبتها بالاستسلام وتسليم سلاحها.
وقوبل القرار برفض أمريكي وإسرائيلي واعتُبر "مجرد دعاية".
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن "إعلان نيويورك" ليس وعدًا بعيد المدى، بل خارطة طريق تبدأ بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
خلفية الاعترافات الدولية
جاء التحرك الفرنسي بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون في يوليو الماضي نيته الاعتراف بدولة فلسطينية، ما منح دفعة جديدة لجهود تقودها دول أصغر أكثر انتقادًا لإسرائيل.
وسبق أن اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين يوم الأحد، ومن المنتظر أن تنضم فرنسا وخمس دول أخرى إلى هذا الاعتراف اليوم.
وأكد بعض المسؤولين أن الاعتراف سيجري تدريجيًا، وفقًا لمستوى التزام السلطة الفلسطينية بالإصلاحات.
الغياب الفلسطيني والسعودي
ورفضت الولايات المتحدة منح تأشيرات للرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين، ما دفعهم للمشاركة عبر اتصال بالفيديو.
أما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يشارك بلاده في استضافة القمة، فقد قرر عدم الحضور والاكتفاء بمداخلة عبر الفيديو أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكدت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين شاهين أن "العالم ينادي بصوت واحد من أجل دولة فلسطينية"، داعية الدول الكبرى إلى ترجمة هذا الزخم إلى إجراءات عملية ملموسة.
وشددت على أن الفرصة باتت تاريخية لإنهاء عقود من الاحتلال، وسط أجواء دبلوماسية متوترة وتحديات سياسية وإنسانية متصاعدة في الأراضي الفلسطينية.